كتب : نبيل نور
أكد د إسلام شحاتة أستاذ القلب والأوعية الدموية
جامعة الزقازيق ان التحورات الفيروسية الجديدة وتحديدا فيروس HMPV في ظل استمرار التغيرات المناخية وزيادة انتشار الأمراض التنفسية الفيروسية، وخصوصا فيروس HMPV (فيروس الجهاز التنفسي البشري المخلوي) كأحد التحورات الجديدة تُثير القلق، خاصة بين مرضى القلب.
اوضح شحاتة ان هذا الفيروس، الذي ينتمي إلى نفس العائلة الفيروسية لفيروس RSV (الفيروس التنفسي المخلوي)، يمكن أن يُسبب مضاعفات تنفسية شديدة، وخاصة للفئات الأكثر عرضة، مثل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
وان مرضى القلب يُعتبرون من الفئات الأكثر عرضة للتأثر بالمضاعفات الناتجة عن الفيروسات التنفسية، بما في ذلك HMPV. التأثير المباشر للفيروس على الجهاز التنفسي يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم، وهو أمر خطير لمرضى القلب الذين يعتمدون على مستويات مستقرة من الأكسجين لضمان عمل القلب بكفاءة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الالتهاب الناتج عن الإصابة بالفيروس إلى زيادة عبء العمل على القلب، مما يزيد من خطر حدوث الأزمات القلبية أو فشل القلب الحاد.
اشار شحاتة الى ان الدراسات الأولية تشير إلى أن HMPV قد يسبب التهابات شديدة في الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي، مما يزيد من احتمالية دخول مرضى القلب إلى وحدات العناية المركزة.
وعن الأعراض وكيفية التشخيص اكد شحاتة الى ان اهمها السعال الجاف أو المصحوب بالبلغم.
و صعوبة في التنفس وضيق في الصدر.
و ارتفاع في درجة الحرارة.
و التعب والإرهاق العام.
و في بعض الحالات الشديدة، قد تظهر أعراض مثل زرقة الجلد بسبب نقص الأكسجين.
اشار ايضا الى ان التاريخ المرضي والفحص السريري يبدأ التشخيص بجمع معلومات حول الأعراض وتاريخ الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب.
وعمل اختبارات معملية تشمل تحليل عينات من إفرازات الجهاز التنفسي لتحديد وجود الفيروس.
وايضا ضرورة عمل الأشعة التشخيصية مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي للصدر لتقييم مدى تأثير العدوى على الرئتين.
و اختبارات الأكسجين في الدم باستخدام مقياس النبض أو تحليل غازات الدم لتحديد مستويات الأكسجين.
اشار شحاتة او ان هى الوقاية خط الدفاع الأول
و التطعيمات على الرغم من عدم وجود لقاح مخصص حتى الآن لـ HMPV، فإن التطعيم ضد الإنفلونزا والفيروس التنفسي المخلوي قد يُقلل من خطر العدوى المشتركة ويُخفف من الأعراض.
اشار شحاتة ايضا الى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل غسل اليدين بانتظام، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وتجنب المخالطة مع الأشخاص المصابين بأعراض تنفسية.
موضحا ان تعزيز المناعة من خلال التغذية السليمة وأخذ فيتامين سى والزنك وفيتامين د؛ وممارسة النشاط البدني بانتظام، يمكن تعزيز مناعة مرضى القلب لتقليل مخاطر الإصابة.
اما العلاج والتعامل مع الحالات المصابة فقال ان
العلاج الداعم هو توفير الأكسجين للمرضى الذين يعانون من نقص الأكسجين، خاصة أولئك الذين لديهم أمراض قلبية مزمنة.
اما مضادات الفيروسات فهى قيد التطوير والتقييم للتعامل مع HMPV، ومن المتوقع أن تلعب دورًا هامًا في تقليل الأعراض وشدة المرض.
ولابد من إدارة الالتهابات باستخدام أدوية مضادة للالتهاب عند الحاجة لتقليل العبء على القلب والجهاز التنفسي.
كما ان المتابعة الطبية الدقيقة خاصة لمرضى القلب لضمان السيطرة على الأعراض ومنع تفاقم الحالة.
اشار شحاتة ايضا انه مع ظهور تحورات جديدة مثل HMPV، تصبح الحاجة إلى التوعية المجتمعية والبحث العلمي أكثر إلحاحًا و يجب على المؤسسات الصحية تكثيف جهودها لتثقيف المرضى حول المخاطر وكيفية الوقاية كما يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بإجراء الدراسات لتحديد الخصائص الجينية للفيروس وتأثيراته على الفئات الأكثر عرضة.
ولابد ان نعرف جميعا ان فيروس HMPV يُعد تحديًا جديدًا يتطلب تعاونًا مشتركًا بين الأطباء، الباحثين، والمجتمع ككل. بالنسبة لمرضى القلب، فإن الوقاية المبكرة والرعاية الطبية المناسبة قد تُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل المخاطر المرتبطة بهذا الفيروس. لذا، يجب أن نُضاعف الجهود لتوفير بيئة آمنة وحماية صحة الأفراد الأكثر عُرضة للخطر.