ظاهرة فلكية فريدة: قمر الحصاد العملاق وزحل في السماء غدًا
تشهد سماء الوطن العربي غدًا الثلاثاء 17 سبتمبر 2024، ظاهرة فلكية نادرة حيث يزين “قمر الحصاد العملاق” السماء طوال الليل، في مشهد استثنائي يقترن فيه القمر البدر بكوكب زحل. يُعد هذا البدر العملاق الثاني ضمن سلسلة من أربعة أقمار عملاقة متتابعة هذا العام، وهو الأقرب إلى الاعتدال الخريفي، ما يجعله يُعرف بـ”قمر الحصاد”.
اقتران فلكي مميز
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، سيشرق القمر العملاق مع غروب الشمس من الأفق الشرقي، حيث سيبدو أكبر حجمًا ولونه مائلًا للأحمر أو البرتقالي عند الأفق، وهو تأثير بصري يعرف بـ”وهم القمر”. ومع صعوده في السماء، سيعود لحجمه الطبيعي. وسيكون زحل مرئيًا بجوار القمر، حيث يظهر كنقطة ذهبية في السماء، بينما يمكن من خلال التلسكوبات ملاحظة حلقاته التي تميل بزاوية ضيقة هذا العام.
قمر الحصاد وأصله التاريخي
“قمر الحصاد” هو مصطلح شعبي يُستخدم منذ زمن طويل لوصف الأقمار البدر التي تحدث في شهري سبتمبر وأكتوبر، تزامنًا مع موسم الحصاد. هذا البدر يوفر إضاءة مستمرة ليلاً للمزارعين في الماضي، ما سمح لهم بالعمل لفترات أطول في الحقول تحت ضوء القمر. وفي هذه الأشهر، يكون وقت شروق القمر قريبًا جدًا من وقت غروب الشمس، ما يجعله مميزًا عن باقي الأقمار البدر الأخرى.
القمر العملاق وتأثيره على الأرض
سيكون القمر العملاق على مسافة 357,485 كيلومترًا من الأرض، وهو أقرب من القمر العملاق الأول الذي ظهر في أغسطس. سيبدو أكثر إشراقًا بنسبة 15% وأكبر بنسبة 6.7% عن القمر البدر العادي. رغم هذا، لن يكون هناك تأثير كبير على الأرض باستثناء زيادة طفيفة في ظاهرة المد والجزر.
رؤية الفوهات القمرية
يُعد هذا التوقيت من الشهر القمري فرصة مثالية لمراقبة الفوهات المشعة على سطح القمر، وهي عبارة عن رواسب من مواد لامعة تمتد من الفوهات إلى مئات الكيلومترات. هذه الفوهات تكون واضحة لرؤية المشاهدين بواسطة تلسكوبات صغيرة.
من المتوقع أن يصل قمر الحصاد العملاق إلى ذروته في السماء عند منتصف الليل، ويغرب مع شروق الشمس صباح الأربعاء، ليكون المشهد مرئيًا حتى آخر لحظات الخسوف الجزئي الذي سيشهده.