كتب – تسنيم سيد
تحت رعايةكتب وزيرة الثقافة الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني، وإشراف رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي المخرج الكبير خالد جلال، أقام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الفنان القدير ياسر صادق؛ ندوة بعنوان “دور الفن في التنمية المجتمعية ومكافحة الفساد وإقامة حياة كريمة” مساء أمس الاثنين ١٧ أكتوبر ٢٠٢٢م، بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، وذلك في إطار خطة المركز للمشاركة في تفعيل المبادرة العالمية لمكافحة فساد التعليم وتمكين الشباب “جريس”.
أدار الندوة الكاتب المسرحي عماد مطاوع الذي بدأ بالترحيب بالسادة الضيوف ووجه الشكر للفنان القدير ياسر صادق، وتحدث عن حجم انجازات صادق داخل المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، كما رحب بالمشاركين بالندوة، الأستاذ الدكتور محمد حسن غانم- أستاذ علم النفس بكلية الآداب- جامعة حلوان، والأستاذ الدكتور محمد ندا- أستاذ زائر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وأستاذ الوقاية من الأزمات بالجامعة الأمريكية، والفنان القدير محمود الحديني، الذي قال عنه مطاوع: أنه أحدث تغييرا في آلية الشخصية المسرحية منذ أن وقف على خشبة المسرح. وأضاف أن الإنسان على مدار تاريخه في حالة صراع ويسعى لتحسين حياته، والفنون ليست بعيدة عن هذا السياق فكيف يمكن أن يسهم الفن في تشكيل ملامح الإنسان؟ وكيف يكون أداة لمحاربة الفساد؟ وكيف يساهم الفن في تبني شعارات مصر جديدة.
ثم تحدث الأستاذ الدكتور محمد حسن غانم؛ شاكرا القائمين على إقامة الندوة وقال: أن الفن له أدوار متعددة ومسئول عن التنمية في المجتمع، والفنان لابد أن يشخص مشكلات المجتمع، والفن له دور في مكافحة الفساد، وتساءل هل كاتب السيناريو ينقل ما يحدث في الواقع؟!وكيف يكافح الفن الفساد؟ فدور الفن زيادة الوعي، فهل الفن يقوم بهذا الدور؟ وهل يؤدي لشعور الأفراد بحياة كريمة.
وتحدث الأستاذ الدكتور محمد ندا قائلا: نحن حالياً في معركة التقنية وتحتاج تضافر الجهود ونحن اليوم نصرف المليارات على حياة كريمة، فتحولت مصر إلى وطن الأوطان، ووطن لمن ليس له وطن بحجة الإنجاز في الوصول لحياة كريمة. وأضاف: الفن الجيد هو الذي يعالج الفساد ولو عالجنا الفساد سوف نعيش حياة كريمة، فرياح التغيير تهب علينا من كل جانب، فالفن لابد أن يرصد الأحداث، ويلقي الضوء عليها بشكل واضح، وعندما يتعانق القدر مع فساد البشر تصنع أروع الكوارث التي يمكن أن تدرس، فالفن رسالة ولكن رسالة هادفة وليست رسالة هادمة.
وألقى الضوء الفنان القدير محمود الحديني على دور الفن في بناء الإنسان ومكافحة الفساد ولابد أن يكون دور الفن هادف، مؤكدا أن الفن الجاد والهادف في النهاية يطهر النفس، وأضاف: اليوم الفن الهادف يتعرض لهجمة شرسة؛ فرأينا مثلا في نقابة الموسيقيين ما حدث مع المطرب الكبير هاني شاكر، والهجوم الواضح بسبب مطربي المهرجانات، بسبب الدفاع عن الفن ولكي ندافع لابد أن نكون مع الفن الجاد والهادف ولا نكون مع الفن الهادم للإنسان، والقضية الأخرى أنه لا يوجد مساهمات في المدارس مثل المسرح المدرسي لزيادة الوعي والثقافة لأبنائنا، فالأسرة المصرية اليوم تفككت، فإذا ذهب الأب بأولاده للمسرح ستتفجر لديهم طاقات، فالمواد الدراسية شئ والثقافة شئ آخر، فالأم والأب يجب أن يغرسا الثقافة في الأبناء، ٣٠% من الشعب المصري لا يعرف القراءة والكتابة وهذه جريمة من المثقفين. فالمسرح يختلف عن أي فن، يستطيع أن يؤثر ثأثير كبير، والمؤلف المصري لابد أن يتوقف عن اقتباس روايات أجنبية وإعادة تقديمها، والسؤال هنا كيف نستطيع أن نجعل المسرح مهم في حياتنا؟ فلابد من تواجد مؤلفات في المسرح عن الفساد ومكافحة الفساد.
وختاماً توجه الفنان القدير ياسر صادق رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية؛ بالشكر لجميع المشاركين بالندوة لما قدموه، وقال: أستاذي العظيم محمود الحديني صاحب فضل علينا جميعاً فقد منح للمركز مكانا مميزا، فهذا المركز هو الأعظم والأوحد في الوطن العربي، ولابد أن يكون له مكان محترم وشرفت بالعمل تحت إدارته في البيت الفني للمسرح، وأضاف الفنان ياسر صادق؛ أن الفساد انواع؛ أقلهم على الإطلاق الفساد المالي، ومحاربته أسهل من حيث تطبيق القانون، والفساد الإداري أخطر من الفساد المالي، فهو الأداة التي تؤدي للفساد المالي، أما الفساد الأخلاقي المنوط به الفن، لأن الفن حرفة صناعة الإنسان، فهذه الحرفة إذا كانت رديئة تصنع إنسان ردئ.
ووزارة الثقافة محملة بأعباء كثيرة جدا لا تتناسب مع مواردها المالية، فلابد للوزارة أن يكون لها جزء في كل الوزارات، داخل كل وزارة من الوزارات صناديق ونقابات، أين دورهم في إعداد وإقامة ندوات ومسرحيات حتى تصل الخدمة الثقافية لجميع المستويات؟! لابد من تفعيل بروتوكولات، ولابد من وجود مواد فنية (شعر، موسيقى، غناء، أدب، تذوق فني) في وزارة التربية والتعليم ويرتبط بها الطفل.
وأعلن الفنان القدير ياسر صادق؛ تنظيم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية؛ لمسابقة “التأليف المسرحي في مكافحة الفساد”، وذلك في إطار قيام المركز بدوره في هذا الشأن.