اكد الخبير الدولى ، الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، ان توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتسخير الإمكانات المصرية وتقديم كافة أوجه المساعدات الممكنة، لدعم الأشقاء الليبيين في جميع المجالات، يأتي انطلاقا من حرص مصر على عودة الاستقرار والامن والسلام الى كافة ارجاء الدولة الليبية ومساعدة شعبها على الخروج من سنوات المحنة والحرب الاهلية التي استمرت ما يقرب من 11 عاما.
وقال ، ان مصر حريصة دائما على استقرار الأوضاع في المنطقة عموما، والمحافظة على استقرار دول الجوار بشكل خاص، ودعم المؤسسات الوطنية في كل الدول الجارة، مشيرا ان وحدة وسلامة الأراضي وتماسك الأجهزة السيادية والمؤسسات الوطنية الشرعية، من جيش وشرطة وقضاء وما إلى ذلك، اعد المقومات والركائز الأساسية لبقاء واستمرار الدول في القيام بدورها.
وأوضح ان القاهرة أبدت استعدادها لدعم ليبيا خلال مرحلة عبور المرحلة الانتقالية الجديدة وصولا إلى الانتخابات، على كافة الأصعدة وتلبية احتياجات الليبيين لاستعادة الاستقرار في بلادهم، وذلك اعتمادا على العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين، وحرص مصر على مساعدة الشعب الليبي في استكمال آليات إدارة دولته.
وأضاف، ان الدبلوماسية المصرية كانت ومازالت حاضرة بقوة في جهود حل الأزمة الليبية، منذ سنوات،وهى سبق وان استضافت اجتماعات اللجنة الدستورية، المشكلة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة،ورعاية البعثة الأممية للدعم لدى ليبيا.وإلى جانب ذلك، ترأست مصر مجموعة العمل الاقتصادية المعنية بليبيا إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث تجرى خلالها مناقشات مهمة، تتعلق بتوحيد الميزانية العامة، وأيضا التوزيع “العادل” لإيرادات النفط، وغيرها من الملفات.
وأشار الخبير الدولى الى ان زيادة فرص التعاون المتاحة بين البلدين يخدم كلا من ليبيا ومصر ، حيث يساعد الاشقاء الليبين على تحسين الأوضاع الاقتصادية وتحقيق الأمن والاستقرار، ويدعم تنفيذ خارطة الطريق المتوافق عليها وصولاً إلى الاستحقاق الانتخابي في ديسمبر المقبل. فضلا عن استفادتها بالخبرات المصرية لاستعادة البنية التحتية التي تضررت نتيجة سنوات الصراع من خلال الضوابط والأطر الخاصة لتنظيم وضع العمالة المصرية بالإضافة إلى الاستعانة بالشركات المصرية، خاصةً في قطاعات الكهرباء والبنية التحتية والإسكان والمواصلات، وذلك لتنفيذ المشروعات المختلفة المقرر طرحها خلال الفترة القادمة في ليبيا.
واكد حاتم صادق، ان الزيارة الأخيرة التي قام بها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الى ليبيا اثمرت عن توقيع 11 مذكرة تفاهم بين البلدين، تضمنت النقل والمواصلات، والإسكان والمرافق، وتنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية، إلى جانب المجال الصحي، والتعاون في مجال القوى العاملة، والاستثمار في مجال الكهرباء، وشملت وثائق التعاون أيضا، التوقيع على 3 اتفاقيات في مجال تطوير الكهرباء، إلى جانب التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الربط الدولي للاتصالات، ومذكرة تفاهم بشأن رفع السعات الدولية في منظومة الألياف البصرية، ومذكرة تفاهم في مجالات التدريب التقني وبناء القدرات.
وأوضح صادق ان مصر تقدم كل الدعم الممكن للاشقاء ،وتصدر مصر إلى ليبيا الطاقة الكهربائية بقدرات تقارب الـ 40 ميغاوات، وذلك منذ عام 2006، فيما جرت مفاوضات خلال الفترة الماضية من أجل زيادة تلك القدرات، إلا أن الأمر يتطلب تطوير شبكات النقل الكهربائية بين البلدين. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة استكمال شركات مصرية في قطاع البترول، وهي “بتروجت” و”إنبي”، مشروعات كانت متعاقدة عليها في حقول النفط الليبية، وتوقفت بسبب الحالة الأمنية قبل نحو عامين ، لافتا الى ان الرئيس السيسي عرض مساهمة مصر في دعم المؤسسة العسكرية الليبية، وتدريب شباب القبائل لـ”يكون انتماءهم للوطن فقط، مستقين ذلك من تقاليد العسكرية المصرية”.
وقال ان مصر تتابع عن كثب المفاوضات الجارية بين الحكومة الليبية وانقرة الهادفة الي اخراج جميع المرتزقة والمسلحين من الأراضي الليبيه الذين أتوا عبر رحلات جوية تركية، معتبرا ان نتائج المفاوضات تعد ركيزة أساسية ومحورية لعودة الاستقرار والهدوء الى ليبيا.