مع تزايد خطر الكوارث الطبيعية المدمرة في الولايات المتحدة، باتت أزمة التأمين على الممتلكات التي أثرت على كاليفورنيا وفلوريدا؛ بسبب الحرائق والعواصف، تهدد ولايات أمريكية أخرى.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ازدادت شدة الأحداث المناخية المُتطرفة في كاليفورنيا وفلوريدا، الأمر الذي دفع بعض شركات التأمين الكبرى إلى خفض التغطية على الممتلكات، بينما توقفت شركات أخرى عن إصدار وثائق جديدة أو انسحبت من الولايتين.
وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، أصبح بسبب ذلك الأمر، التأمين على المنازل أكثر صعوبة، فضلًا عن ارتفاع تكلفته، وتكافح الولايتان من أجل فرض تدابير أكثر صرامة لمنع تخلي الشركات عن المنازل، وجذبها مرة أخرى عبر السوق الحر والاقتصاد المفتوح.

ولكن في الوقت الذي تكافح فيه الولايتان لحل أزمة التأمين على المنازل، حذر خبراء أمريكيون من أن المشكلة تهدد بالانتقال إلى ولايات أخرى قريبًا.
وفي السابق كان هناك ولايتان أو ثلاث ولايات خطيرة، ما يسمح بتعويض الخسائر بـ47 ولاية الأخرى بتعويض الخسائر إلى حد ما، إلا أن التطرف المناخي زاد من عدد الولايات الخطيرة، مثل لويزيانا وكولورادو المعرضتين لخطر الحرائق.
أيضًا تهدد الأعاصير المدمرة ولايتي أركنساس وتكساس، بجانب ولاية ماساتشوستس التي ارتفع التأمين فيها على المنازل بنسبة 16% في عام 2023، وفي العام الماضي سجلت أعلى زيادة في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتأمين بنسبة 15%.
ويرجع السبب الرئيسي وراء الزيادات الأخيرة إلى الخطر المتزايد للعواصف الثلجية والعواصف الجليدية والأعاصير، حيث في المناطق عالية الخطورة في لويزيانا مثل نيو أورليانز، إما أفلست شركات التأمين أو توقفت عن إصدار وثائق جديدة على مدى السنوات القليلة الماضية؛ من أجل خفض خسائرها.
وتُعتبر حرائق الغابات “قنبلة موقوتة” لسوق التأمين على الممتلكات في ولاية تكساس، التي تشهد درجات حرارة أعلى وظروفًا أكثر جفافًا؛ بسبب تغير المناخ، حيث يدفع السكان ما يقرب من 4 آلاف دولار مقابل تأمين منزل بقيمة 300 ألف دولار.
أما ولاية أيداهو، فقد ضربها الجفاف وحرائق الغابات عدة مرات، وتعرضت للتدمير في السنوات الأخيرة، ووفقًا لبيانات المراكز الوطنية للمعلومات البيئية، ارتفعت أقساط التأمين على المنازل بنسبة 17 في المائة العام الماضي.
ومن المنتظر أن ترتفع أكثر خلال العام الحالي، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وأكد الخبراء أن ولاية أيداهو باتت بمثابة مكان ينتقل إليه الأمريكيون، خاصة من كاليفورنيا، ولكنها في الوقت نفسه معرضة لامتداد حرائق الغابات من الجوار.
لم يختلف الأمر في ولاية كولورادو التي شهدت ثالث أعلى زيادة في أقساط التأمين على المنازل في البلاد، حيث شهدت مؤخرًا ظروف جفاف شديدة تزيد من احتمالية اندلاع حرائق غابات خطيرة، بخلاف الأعاصير القوية التي تأتي من سلسلة جبال الولاية.
وتشهد ولايتا كانساس وأوكلاهوما المجاورتان لكولورادو أيضًا رياحًا قوية للغاية، قد تنقل معها شرارات النيران الخطيرة إلى أراضيهما، مما قد يؤدي إلى إشعال حرائق جديدة وظروف جفاف شديدة.
